التعلم بالإكتشاف
مفهوم الاكتشاف:
يقصد بالاكتشاف أن يصل التلميذ الى المعلومات بنفسه ، معتمدا على جهده وعمله وتفكيره ، ولذلك نقول انها من أهم الاستراتيجيات التى تنمى التفكير . فالمدخل الاستكشافى يركز على مواجهة المتعلم بموقف مشكل ، يوجد لديه الشعور بالحيرة ويثير عنده عديدا من التساؤلات ؛ فيقوم بعملية استقصاء ، وبحث ليجد الاجابات عنها .
فالاكتشاف ببساطة يعنى أن المتعلم يكتشف المعلومات بنفسه ، ولا تقدم له جاهزة ، ولكى يتحقق ذلك يتطلب من المتعلم فهم العلاقات المتبادلة بين الأفكار وربط عناصر الموضوع ببعضها لكى يأتى بما هو جديد من تعميمات ومبادئ علمية .
التعلم بالاكتشاف هو التعلم القائم على بعض المساعدة من جانب المعلم لتلميذه ، فالتلميذ يقوم بدور أساسى فى تلك العملية ، أى أن دور المعلم يقتصر على توجيه التلاميذ وحفزهم على القيام بعملية الاكتشاف .
كما أن طريقة الاكتشاف تتيح للتلميذ مجالا للتفكير واعمال الذهن ؛ لكى يتوصل الى النظرية المراد اكتشافها عن طريق المناقشة العميقة الموجهة من جانب المعلم ، وبذلك تنمو قدرات التلميذ ومهاراته العلمية .
وينقسم التعلم بالاكتشاف الى نوعين:
1- الاكتشاف الموجه / حيث يقوم المعلم بتوجيه التلاميذ أثناء عملية الاكتشاف ، وذلك من خلال مجموعة من الأسئلة والارشادات والتوجيهات التى تقود المتعلمين الى اكتشاف العلاقة ، أو القانون ، أو الموضوع محل الدراسة
2- الاكتشاف الحر / حيث لايقدم المعلم خلاله أى توجيه
مزايا استراتيجية الاكتشاف:
1- تنقل مركز التعلم من المعلم بعد تهيئة الظروف الى التلميذ ليكتشف المعلومات بنفسه ولا يتلقاها جاهزة من المعلم
2- تؤكد على الناحيةالعقلية ، والملاحظة ، والاستنتاج ، والمقارنة ، والتنظيم
3- تؤكد على المتعلم لا على المادة . فالمتعلم هو عماد الاكتشاف . أما المادة فهى عامل مساعد
4- تؤكد على الأسئلة وطريقة صياغتها وليس الاجابة عنها ، لأن فنية السؤال تؤدى الى الاكتشاف والابداع والابتكار
5- تنظر الى عملية التعلم على أنها مستمرة لا تنتهى بمجرد تدريس الموضوع وانما يكون هذا المضوع أو غيره نقطة انطلاق لدراسات أخرى
6- يقوم المتعلم فى تلك الاستراتيجية بدور فعال فى التعلم والتواصل
7- يتعود التلميذ الاعتماد على الذات والتوصل الى المعرفة والمعلومات من تلقاء نفسه
8- تثير الطرقة الاكتشافية حماس التلميذ الذهنى ، حيث يضع نصب عينيه أن يحقق ذاته ، حين يكتشف دون مساعدة الآخرين
9- تنمى المستويات العليا من المهارات المعرفية ، وتزيد من ثقة التلميذ بنفسه وتنمى ما لديه من ذكاء ، وتجعله يسلك سلوك العلماء
دور المعلم فى استراتيجية الاكتشاف:
للمعلم دور كبير فى نجاح تطبيق هذه الاستراتيجية حيث يراعى:
– تزويد التلاميذ بالأسئلة مفتوحة النهاية التى تثير تفكيرهم بصفة دائمة ـــ يجب على المعلم تقبل الاجابات والتعليق عليها وبعد ذلك يصل بها الى الاكتشاف ــ يعطى التلاميذ وقت كاف للتفكبر ، ولا يتسرع بتقديم حلول أو اجابات لتلاميذه ، وانما يترك لهم فرصة الاكتشاف والتوصل الى المعلومات بنفسه ــ أن يكون على دراية تامة بطبيعة تلاميذه من حيث التفاوت ومراعاة الفروق الفردية والذكاءات المتعددة ـــ اعطاء التلاميذ فرصة للتخيل والتخمين ، ومن ثم يرشدهم ويشجعهم ويتوصل معهم الى نتائج جادة ومهمة .
استراتيجية التعلم بالاكتشاف Discovery Learning Strategy:
يُعد هذا الأسلوب في التعلم ثورة على نموذج التعليم الشرحي المباشر ، والقائم على تزويد المتعلم بالمعلومات الجاهزة لحفظها ، ومن ثم اختباره بمحتواها بأسئلة إنشائية مباشرة تقيس المعلومات المختزنة ، وليس التغير في السلوك وفي طرائق التفكير . ويهدف التعلم بالاكتشافإلى تشجيع المتعلم على التفكير في بنية المسألة المطروحة أمامه لاكتشاف عناصرها بنفسه ، مما يترتب عليه تطوير قدراته على التصنيف وتدريبه على ممارسة مهارات التفكير الاستقرائي مما يمكنه من إزالة تعقيداتها ويسهل عليه فهمها.
أهداف التعلم بالاكتشاف:
أهداف عامة:يمكن إجمال الأهداف العامة للتعلم بالاكتشاف بأربع نقاط أساسية هي:
1- تساعد دروس الاكتشاف الطلبة على زيادة قدراتهم على تحليل وتركيب وتقويم المعلومات بطريقة عقلانية.
2- يتعلم الطلبة من خلال اندماجهم في دروس الاكتشاف بعض الطرق والأنشطة الضرورية للكشف عن أشياء جديدة بأنفسهم.
3- تنمي لدى الطلبة اتجاهات واستراتيجيات في حل المشكلات والبحث.4- الميل إلى المهام التعليمية والشعور بالمتعة وتحقيق الذات عند الوصول إلى اكتشاف ما.
أهداف خاصة:منها ما يلي:
1- يتوفر لدى الطلبة في دروس الاكتشاف فرصة كونهم يندمجون بنشاط الدرس.
2- إيجاد أنماط مختلفة في المواقف المحسوسة والمجردة والحصول على المزيد من المعلومات.
3- يتعلم الطلبة صياغة استراتيجيات إثارة الأسئلة غير الغامضة واستخدامها للحصول على المعلومات المفيدة.
4- تساعد في إنماء طرق فعالة للعمل الجماعي ومشاركة المعلومات والاستماع إلى أفكار الآخرين والاستئناس بها.
5- تكون للمهارات والمفاهيم والمبادئ التي يتعلمها الطلبة أكثر معنى عندهم وأكثر استبقاء في الذاكرة.6- المهارات التي يتعلمها الطلبة من هذه الطريقة أكثر سهولة في انتقال أثرها إلى أنشطة ومواقف تعلم جديدة.
خصائص طريقة الاكتشاف :
تتميز طريقة الاكتشاف بالعديد من الخصائص التي تميزها عن غيرها من طرق التدريس المختلفة ويمكن إيجازها على النحو التالي :
1- تنقل مركز العملية التعليمية من المعلم إلى المتعلم حيث أنه يكتشف المعلومات بنفسه أي أنه منتجاً للمعرفة وليس مستهلكاً لها .
2- تركز على المتعلم أكثر من تركيزها على محتوى المادة التعليمية.
3- تؤكد هذه الطريقة على التجريب أكثر من تأكيدها على العرض النظري.
4- تركز على عملية التساؤل "صياغة الأسئلة وتوجيهها" أكثر من التركيز على الإجابة على هذه الأسئلة أي أن التركيز على كيفية التوصل للإجابات الصحيحة للأسئلة وليس على الإجابات الصحيحة .
5- الاهتمام بالأسئلة ذات الإجابات المتشعبة "الأسئلة المفتوحة" بدلاً من الأسئلة ذات الإجابات المقيدة " الأسئلة المحددة أو المغلقة " .
6- النظر إلى العملية التعليمية على أنها عملية مستمرة ولا تنتهي بمجرد تدريس موضوع معين ، بل إن كل موضوع هو نقطة انطلاق لدراسات أخرى ترتبط به.
أهمية التعلم بالاكتشاف:
- يساعد الاكتشاف المتعلم في تعلم كيفية تتبع الدلائل وتسجيل النتائج وبذلك يتمكن من التعامل مع المشكلات الجديدة.
- يوفر للمتعلم فرصا عديدة للتوصل إلى استدلالات باستخدام التفكير المنطقي سواء الاستقرائي أو الاستنباطي.
- يشجع الاكتشاف التفكير الناقد ويعمل على المستويات العقلية العليا كالتحليل والتركيب والتقويم.
- يعوّد المتعلم على التخلص من التسليم للغير والتبعية التقليدية.
- يحقق نشاط المتعلم وإيجابيته في اكتشاف المعلومات مما يساعده على الاحتفاظ بالتعلم
- يساعد على تنمية الإبداع والابتكار.
- يزيد من دافعية التلميذ نحو التعلم بما يوفره من تشويق وإثارة يشعر بها المتعلم أثناء اكتشافه للمعلومات بنفسه.